محمود الربيعي يكتب: قراءة في بيان الاطار الفائز
25-11-18 08:19:00
بقلم/ محمود الربيعي

1- (عقد الإطار التنسيقي اجتماعه الاعتيادي المرقّم (٢٥٠)، بحضور جميع قياداته في مكتب الدكتور حيدر العبادي) وفي  مكان الانعقاد دلالات طيبة على ان مركز القيادة في تجمع القوى الشيعية لايتأثر بالمشاركة في فعالية أو حدث معين أو الامتناع عن المشاركة ، مما يعني ان الاطار يحترم ويقدر القيادات الشيعية ولايحدد علاقاته بمنصب معين او عدد مقاعد محددة ، والمعروف ان العبادي انتقد العملية الانتخابية بقسوة وانسحب من المشاركة ، ومع ذلك استضاف الاجتماع الاول ليؤكد انه جزء لايتجزء من قادة الاطار التنسيقي الذين مازالوا  يقدروها ويحترموه ويقبلوا  ان يكون الاجتماع الاول في منزله بعد الانتصار الكبير الذي لم يكن يتوقعه العبادي نفسه ، وهذه فسحة كبيرة من الحرية والديمقراطية التي ينبغي تشخيصها بدقة في سلوك القوى الشيعية التي لاتنظر إلى عدد المقاعد ولا تميز فيما بينها بين كبير وصغير  فالكل له مكانته واحترامه وتقديره ، وهذه هي الأخلاق الحميدة التي نؤكد على ضرورة الحرص عليها وحفظها للاجيال ، فلايوجد من يجلس في (آخر الديوان) أو لايتكلم إلا بعد أن يأذن له من يظن نفسه زعيما عليه ، ولا يمنع نائب من نوابه أو سياسي من دخول مدينة يسيطر عليها حزب حاكم ، الشيعة فوق كل هذه الخلافات التي تضعف الجميع .

2-  (استهلّ الاجتماع بتوجيه التهنئة إلى الشعب العراقي والقوى السياسية كافة، بمناسبة نجاح العملية الانتخابية، مؤكداً أن التعاون الوطني الشامل هو الأساس في عبور المرحلة المقبلة وترسيخ الاستقرار السياسي)

لم ينتفخ قادة الاطار علي غيرهم ولم يعيروا احدا بهزيمته او خسارته لوجوده السياسي ، لم يلتفتوا لأدعياء المدنية الذين كانوا يتمنون الفشل الانتخابي ويروجون له في وسائل الإعلام الصفراء ويدبجون عنه المقالات في صحف الخارج ، بل باركوا للشعب الذي رسم ملحمة رائعة من الوعي وخرج ليمنح صوته لمن يستحق مهتديا بنصح المرجعية العليا ، فلم تفلح التافهات والتافهون إلا ماندر ، بل وبنسبه لاتزيد عن اقل من واحد بالمئة في قرائه قوى الاطار جميعها ، بل وصل من يستحق ورست سفينة البرلمان الجديد على شاطيء لتبدأ رحلة جديدة تنفض عن وجه الشعب الكسل والتراخي الذي مرت به الدورة السابقة لاسباب متعددة .

3-  (أكد الإطار التنسيقي أهمية حسم الاستحقاقات الانتخابية ضمن المدد الدستورية وبما ينسجم مع السياقات القانونية المعتمدة، مشدداً على أن الالتزام بالتوقيتات الدستورية يمثل ضمانة لانتقال دستوري منظم يحترم إرادة الناخبين،)وهو بهذا أكد النية الصادقة لتجاوز الإخفاقات السابقة التي تسببت بها الظروف المضطربة والتداخلات المربكة والأجندات الغامضة التي أخرت تشكيل الحكومة لعام تقريبا ، ففي هذا السياق أكد قادة الاطار حرصهم على تفعيل الدور الوطني المعول عليهم فيه لإنجاز وتكامل التفاهمات مع باقي القوى العراقية للإسراع  بانعقاد جلسات البرلمان والمضي بتشكيل الحكومة الجديدة وبزمن قياسي اقل من الحدود القصوى للتوقيتات الدستورية مؤكدين ان موارد الاختلاف بينهم لن تصل إلى الخلاف وان ماكان يأمله المتربصون سيرتد عليهم ، فمصلحة العراق وشعبه لها الأولوية القصوى ولن يقف اي منصب او مطلب عائقا دون تتويج فرحة العراقيين بالنجاح الباهر للانتخابات بتشكيل حكومة قوية قادرة على تجاوز التحديات من اجل بناء عراق قوي ومقتدر يسوده القانون وتتحقق فيه اهداف العراقيين في الإعمار والتنمية والازدهار بتصميم جاد لتقديم الخدمات ونيل الحقوق .

‏3- (وقع الإطار على اعتباره الكتلة النيابية الأكبر والتي تتألف من جميع كياناته وفق الإجراءات الدستورية، وقيامه بالمضيّ بترشيح رئيس الوزراء للمرحلة المقبلة) ، فهذه الكتلة الأكبر هي خلاصة اصوات الملايين من العراقيين الذين تدفقوا بمحبة وبهجة ليمنحوا اصواتهم ويحددوا خيارهم في من ينوب عنهم في قيادة وإدارة بلدهم العزيز الذي نريد له جميعا أن يشق طريقه بثبات في تحقيق السيادة الوطنية والاقتصادية وأن يضاعف الجهود لمكافحة الفساد الإداري والمالي والأخلاقي وأن يتم دعم المنتج الوطني لتوفير فرص العمل في الزراعة والصناعة وأن يضمن كل عراقي عيشا كريما وسكنا آمنا يليق يحقق حياة طيبة في دولة كريمة يفخر بالانتماء اليها وبالشكل الذي يعزز الهوية الوطنية ويجعلها فوق كل الهويات الفرعية المحترمة .

4- واما (في سياق تنظيم الاستحقاقات المقبلة، فقد قرّر الإطار تشكيل لجنتين قياديتين: الأولى تُعنى بمناقشة الاستحقاقات الوطنية للمرحلة المقبلة ووضع رؤية موحدة لمتطلبات إدارة الدولة، والثانية تتولى مقابلة المرشحين لمنصب رئيس الوزراء وفق معايير مهنية ووطنية) ومن الواضح ان هذا القرار الهام نتج عن قراءة واعية لواقع العملية السياسية وطبيعة ادارة الدولة خلال الحقب السابقة ، فاللجنة القيادية الاولى سيقع على عاتقها وضع الرؤية الاستراتيجية الموحدة للنهوض بواقع ادارة الحكم وتنظيم عمل السلطة التنفيذية وتنظيم عمل الكتلة الأكبر في البرلمان العراقي ومراعاة الاستحقاقات التي حصلت عليها قوى الاطار في انتخابات مجلس النواب للدورة السادسة فهي استحقاقات وطنية خالصة لاينبغي التفريط بها، فالشعب الذي منح أصواته ينتظر من ممثليه ان يبادروا إلى اداء دورهم في حفظ السيادة ومكافحة الآفات المنتشرة وزيادة سرعة عجلة الإعمار والبناء وتوفير العيش الكريم ، وهو سيكون مراقبا واعيا لكل مخرجات النظام السياسي وخصوصا في سياق تعزيز الهوية الوطنية العراقية ورفع المستوى المعاشي والحد من الفوارق الطبقية بين ابناء المجتمع العراقي اضافة إلى مواكبة التقدم العلمي والانتفاع من فرص التحول الرقمي للقضاء على الروتين وتحقيق التوزيع العادل للثروة ، وأما اللجنة الثانية المكلفة بوضع المعايير المهنية والوطنية فإن الهدف منها هو وضع سياق عمل واضح لمن يشغل أهم منصب تنفيذي في الدولة العراقية ويكون المسؤول الأول عن تنفيذ البرنامج الحكومي واختيار الوزراء الاكفاء المخلصين القادرين على تحقيق النهضة المنشودة في كافة القطاعات الاقتصادية والأمنية والخدمية ، كمان ان هذه المعايير ينبغي ان تضع الشروط الموضوعية لمنع التغول على حساب الدولة ، ومنها عدم التفريط بالحقوق والمكتسبات وتقديم التنازلات طمعا بمنصب زائل لامحالة .

5-   ( الاجتماع ناقش بإسهاب المعايير المعتمدة لاختيار رئيس الوزراء، إضافة إلى طبيعة البرنامج الحكومي المطلوب بما ينسجم مع التحديات السياسية والاقتصادية والخدمية التي يواجهها العراق، وبما يحقق تطلعات المواطنين في الإصلاح والاستقرار والتنمية.)

وبمناسبة انعقاد الجلسة (250) لقادة الاطار وبنجاح تكلل بهذا الفوز الكبير ، فأن الوقت بات مناسباً في ظل الالتفاف الجماهيري الرائع للدعوة إلى تنظيم العمل الإداري والسياسي للإطار التنسيقي عبر الإعداد المكثف والمدروس لتحقيق ما ينشده الأنصار والمحبين الواعين المخلصة وما ينتظره الملايين من أبناء شعبنا العراقي العزيز في تحول الأطار من وضعه التنسيقي الحالي الى مؤسسة سياسية كبرى يوضع لها هيكلية ادارية ومالية وإعلامية وقانونية ويكتب لها نظام داخلي مفصل ورصين وبرنامج عمل طويل المدى تتوفر له الوسائل والآليات والسبل الكفيلة بتحقيق النجاح والتقدم ، فالاهداف واضحة وهي اهداف متعددة يجمعها حب العراق وخدمة العراقيين ، والإمكانات البشرية والمادية والعوامل معنوية كثيرة ومتجددة ولا تحتاج من قادة الاطار الآن إلا قرار تأريخي سيزيدنا ثباتاً وقوة بتوفيق الله (سبحانه وتعالى) .

على هامش الاجتماع

من كان يأمل أن يكبر الخلاف بين دولة القانون وائتلاف الإعمار والتنمية خاب ظنه وفشلت مخططاته وانكشفت أجنداته فبوجود الشيخ الأمين قيس الخزعلي وأخوته القادة الكبار سيمضي الإطار ليبلغ العراق بر الأمان .

ملاحظة : مابين قوسين هي نصوص البيان الصادر عن الدائرة الإعلامية للإطار التنسيقي في جلسته (250) بتاريخ 17-11-2025