ترامب يعلن الحرب على "الدولة العميقة" في أمريكا.. ويبدأ بإلغاء تصاريح 51 مسؤولاً بالمخابرات
25-01-23 11:20:00

العهد/ تقرير

نفذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهديداته وباشر بالغاء التصاريح الأمنية للعشرات من مسؤولي مجتمع الاستخبارات السابقين الذين كتبوا رسالة عن هانتر بايدن قبل انتخابات عام 2020.

وقال مسؤول في إدارة ترامب لشبكة "فوكس نيوز" إن الإجراء هذا موجها إلى 51 مسؤولا سابقا "كذبوا" بشأن الكمبيوتر المحمول الخاص بنجل الرئيس جو بايدن، هنتر بايدن في رسالة، نشرت قبل أسبوعين من الانتخابات.

رؤوس مخابراتية

وطالت أوامر ترامب التنفيذية موظفي أجهزة أمنية بخصوص محتويات مثيرة للجدل في كمبيوتر هانتر بايدن كما شمل القرار أيضا المستشار الأمني السابق لترامب، جون بولتون، وشملت أسماء من العيار الثقيل كذلك مدير CIA السابق ليون بانيتا، ومدير CIA السابق جون برينان.

وينص الأمر التنفيذي، الذي نُشر على الموقع الإلكتروني للبيت الأبيض، على حرمان هؤلاء الموظفين من الوصول إلى البيانات السرية.

وجاء في نص القرار: "يأمر هذا القرار بسحب جميع التصاريح الأمنية الحالية من الموظفين السابقين في أجهزة الاستخبارات الذين شاركوا في تنسيق سياسي مضلل وغير لائق مع حملة بايدن الرئاسية عام 2020."

يُذكر أنه في أكتوبر 2020، صرح عدد من الموظفين السابقين في أجهزة الاستخبارات الأمريكية والوزارات العسكرية، في رسالة نشرتها صحيفة "بوليتيكو"، بأن المنشورات الإعلامية لمراسلات هانتر بايدن، نجل المرشح الرئاسي آنذاك جو بايدن، كانت مرتبطة بعملية روسية للتضليل.

وقالوا في رسالتهم: "روسيا قد تؤثر من خلالها على أصوات الناخبين في الانتخابات الأمريكية لعام 2020."

بالإضافة إلى ذلك، يحرم الأمر التنفيذي المذكور المستشار الأمني السابق لترامب، جون بولتون، من الوصول إلى البيانات السرية.

وكان بولتون قد نشر مذكرات بعد إقالته من البيت الأبيض في عام 2019، تضمنت معلومات سرية، مما تسبب، وفقا للأمر التنفيذي، في إلحاق الضرر بالأمن القومي للولايات المتحدة.

زلزال يهدم اركان الدول العميقة

ويرى مسؤولون امريكيون وصحفيون في العاصمة واشنطن، ان هذا ليس مجرد خبر، بل إنه زلزال.

واشاروا الى ان هؤلاء ليسوا مجرد بيروقراطيين عشوائيين - إنهم اللاعبون الحقيقيون في العاصمة واشنطن الذين لا "يتقاعدون" حقًا أبدًا. إنهم يحتفظون بتصاريحهم. ويظهرون على شبكة (سي إن إن) ويشكلون الروايات.

واوضحوا ان هؤلاء المسؤولون الخمسون عرفوا أن الكمبيوتر المحمول حقيقي. كان مكتب التحقيقات الفيدرالي يمتلكه منذ عام 2019. ومع ذلك فقد استخدموا سلطتهم للكذب على الأمريكيين.

تظهر استطلاعات الرأي بعد الانتخابات أن تلك الشائعة قد أثرت على 17٪ من الناخبين الديمقراطيين!

هذه هي خطة الدولة العميقة:

-  ادعاء المعرفة الخاصة

-  الترويج لروايات كاذبة

-  التدخل في الانتخابات

-  ابتزاز المعارضين وسجنهم

-  عدم مواجهة أي عواقب

ولفتوا الى ان "الحقيقة تتمثل بان هؤلاء المسؤولون (المتقاعدون) لم يتوقفوا أبدًا عن ممارسة السلطة. إنهم جزء من حكومة ظل تدير الأمور بينما بالكاد يستطيع بايدن تذكر اسمه".

وبينوا ان "النقطة الأساسية بقرار ترامب ان الامر لا يتعلق فقط بالموافقات، بل إنه يتعلق بكسر هيكل السلطة الدائم الذي كان يتحكم في بلدنا من وراء الكواليس".

ونوهوا الى ضرورة التذكير بان "هؤلاء هم نفس الأشخاص الذين (دفعوا بخدعة روسيا، راقبوا الأخبار الحقيقية، تلاعبوا بالانتخابات، احتالوا على الناخبين، وحموا أنفسهم)"، مستطردين بالقول ان "الثورة الحقيقية لا تتعلق بالانتخابات فحسب - بل تتعلق بتفكيك بنية السلطة غير المنتخبة التي تعتقد أنها قادرة على تجاوز إرادة الناخبين الأمريكيين".

"يعرفون اسرار الجميع"

لماذا لم يفعل الرؤساء السابقون هذا؟.. يجيب المسؤولون انه "ببساطة: الخوف. هؤلاء الناس يعرفون أسرار الجميع. إنهم أداة الحماية النهائية في واشنطن العاصمة، لكن ترامب يفعل ذلك على أي حال، لهذا السبب الأمر مختلف"، مسترسلين بالقول: انه "لهذا السبب المهم، فان هذه ليست مجرد سياسة. هذه حرب ضد الدولة العميقة".

وعن مخاطر ذلك، قالوا انه المخاطر تشمل كل شيء (ديمقراطيتنا، حكم القانون، الانتخابات المستقبلية، وما إذا كان لدينا حكومة تسجن زعماء المعارضة، وكذلك الحرية الأمريكية نفسها).

ووصفوا القرار بانه "رصاصة مباشرة في قلب الدولة الإدارية. إنها تخبر (الحكومة الدائمة) بأنها ليست دائمة على الإطلاق"، مشيرين الى ان "هذه مجرد البداية".